"مَشدّ دبي" لاستزراع وإكثار الشعاب البحرية

مشروع “مَشدّ دبي” للشعاب المرجانية هو مبادرة لتطوير الشعاب المرجانية البحرية، والهدف منه إنشاء أكبر شعاب مرجانية اصطناعية في العالم. تعزيز استعادة الحياة البحرية، حماية السواحل وتعزيز الحياة المستدامة في المحيطات.¹ يشمل ذلك نشر وحدات الشعاب المرجانية الاصطناعية على مساحة تبلغ 600 كيلومتر مربع في مياه دبي، بهدف تعزيز التنوع البيولوجي البحري والمساهمة في تقليل انبعاثات الكربون، دعم الصيد المستدام، وتعزيز الأمن الغذائي.²

يعد هذا المشروع جزءًا من استراتيجية دبي الشاملة لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050م، ويتماشى مع أجندة دبي الاقتصادية”D33″،^{3 i} التي تهدف إلى تعزيز مكانة دبي كمدينة مستدامة رائدة. كما يتماشى المشروع مع “الإطار الوطني للمصايد السمكية المستدامة 2019-2030” لدولة الامارات العربية المتحدة،ii الذي أطلقته وزارة التغير المناخي والبيئة (MoCCAE)، وهيئة البيئة في أبو ظبي (EAD)، بهدف زيادة المخزون الغذائي في الدولة والتقليل من تأثير الصيد الجائر.⁴

تأسس المشروع للحاجة الملحة للتخفيف من آثار تغير المناخ، مع التركيز بشكل خاص على الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وحماية الشعاب المرجانية، التي تعد من بين أكثر النظم البيئية تنوعًا على كوكبنا.⁵ وكذلك، ستحتوي الخطة على مليار من الشعاب المرجانية و100 مليون شجرة مانجروف (الايكة الساحلية)،⁶ لالتقاط أكثر من سبعة ملايين طن من الكربون سنوياً،⁷ وتوليد أكثر من 30 ألف فرصة عمل خضراء. ^{8 iii}

تشمل الخطة أيضاً تطوير مرافق سكنية وفندقية وتجارية وتعليمية وبحثية تعمل بالكامل بالطاقة المتجددة لتشكل “مجتمعاً عائماً مستداماً للأبحاث البحرية، إعادة الاحياء والسياحة البيئية”. في جوهره، سيكون المعهد البحري بمثابة مركز لعلماء الأحياء البحرية والعلماء والباحثين. يهدف المعهد إلى تسريع وتيرة العلوم البحرية والقدرة على الحفاظ على البيئة البحرية في دبي، مع التركيز على المبادرات العالمية لتنظيف المحيطات واستخدام التقنيات المبتكرة، مثل: الطباعة ثلاثية الأبعاد لبناء الشعاب المرجانية. في الوقت نفسه، من المتوقع ان تشمل المرافق السكنية والفندقية منتجعات بيئية عائمة ونزل بيئية ومركزًا للمباحثات البحرية.⁹ وكذلك، لا يهدف هذا المشروع إلى زيادة فرص العمل وتوفير فرص لكسب الدخل فحسب، بل يهدف أيضًا إلى تقديم فوائد حسية وعلاجية للمسافرين، ويشركهم في ترميم الشعاب المرجانية والتثقيف في مجال الحياة البحرية.

تُعد الزراعة المتجددة للمحيطات سمة رئيسة أخرى للمشروع، حيث من المتوقع ان يكون المشروع نموذجا لإنتاج الغذاء الصديق للمناخ. لذا، يسعى مشروع دبي للشعاب المرجانية ” مَشدّ دبي”، من خلال هذه التقنية، إلى أن يصبح نموذجا للعيش المستدام في المحيطات مع التركيز على معالجة آثار تغير المناخ.¹⁰

تم إطلاق مشروع “مَشدّ دبي” عام 2023م بتوجيهات من ولي عهد دبي حمدان بن محمد، وتقوده دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي (DET) واللجنة التنظيمية لصيد الثروات المائية الحية في دبي، بالتعاون مع “غرف دبي” ومؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة (PCFC) وشركة النخيل للتطوير العقاري.¹¹ تم تصميم مخططات المشروع والمعالم العائمة من قبل شركة ( URB)¹² المطور للمدن المستدامة والتي تتخذ من دبي مقراً لها. تزامن إطلاق المشروع مع انعقاد المؤتمر الثامن والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP28) الذي يعقد في مدينة إكسبو دبي.¹³

من المقرر أن يتم الكشف عن المشروع على أربع مراحل وفقًا لأربعة أجزاء من ساحل دبي، موضحة في الخريطة المرفقة. يهدف التنفيذ إلى البدء في عام 2024م والانتهاء منه في غضون أربع سنوات.¹⁴